لِلمُـشْتَهى تـَمْضي بـِنا
في الرُّوح ِ أنـْتِ المَوْعِد ُالأحْلى
بـِفِرْدَوْس ِالنـِّساءْ ،
وَالقامَة ُالأعْلى تـَمُدُّ جَناحَها نـَحْوَ السَّماءْ ،
قـَمَري غـَفا ، وَأَنا انـْتَظـَرْتـُك في المَساءْ ،
فَسَكـَبْت ِفي رُوحي السَّكينَة َ ،
آهِ كَمْ أحْسَسْتُ دِفـْئاً ،
وَهَلَّ صُبْحُكِ بـْارْتِعاشاتِ السَّنا
وَبيَ التـَصَقـْتِ
كَما التِصاقُ العُشْبِ بـِالأرْض ِالتي ...
ظـَلـَّتْ تـَتوقُ إلى السَّلامْ
دَمُها هَديلُ الأُغـْنياتِ،
وَصَوْتـُها بَوْحُ الحَمامْ
***
تِلكَ التي فَتَحَتْ ذِراعَيها لنا
أبـْكـَتْ جـِراحات ِاليَمامْ
أشْعَلـْتِ قَلـْبي ، وَانـْكـَفأتِ على دَمي
حينَ السَّنابـِلُ مُزِّقَتْ ،
وَغدا دَمي مَهْرَ القِتالْ
وَطـَوى غـَدي طـَيْفَ المُحالْ
وَبَكى ،وَأبْكاني المُدامْ
وَدِمَشْقُ يا فـَيْحاءَ عُمْري مُذْ رَأيْتـُكِ تـُقـْبـِلينْ ،
أغـْوَيْتـِني ،
وَالياسَمينُ بـِرَبْوَة ٍمَهْدُ الصِّبا
لـَمَّا شَكى وَجَعُ الهَديل ِأَسى الحَمامْ
***
أنـْتِ التي تـأتينَ طـَيْفاً عابـِراً مِثـْلي ،
وَ تَخْتـَصِرينَ بـِالصَّمْتِ الكَلامْ ...
صَمْتٌ يَهُزُّ دَمَ العُروبَةِ ،
أَوْ يُثيرُ ، المُتـْعَبينَ على الرُّكامْ
تَغـْفو على ذاكَ الجَبين ِكأنـَّها
رَعْشُ الصِّبا ، نـَجْوى الحَنينْ
يا حُلـْوَتي الخَضْراءَ أبـْكاني الجَوى
لـَمَّا رأيْتـُك تـَعْبُرينْ
***
قاسَيْتُ غُرْبَتَك ِالمَريرَة َ،
ظـَلَّ وَجْهُكِ وِجْهَتي ،
وَظـَلـَلـْتِ فاتِحَة َاليَقينْ
وَظـَلـَلـْتُ أَسْأَلُ : أَيُّ وَجْدٍ بيْ
يُثيرُ ، وَأَيُّ جُرْح ٍ بيْ دَفينْ
***
وَطـَوَيْتُ حُزْني مِثـْلـَما
يُطـْوى على الصَّدْر ِالجَناحْ
أَغـْفو ، وَأَصْحو ...
عَلَّ أَخْتَصِرُ الدُّروبَ إلى الصَّباحْ !!!
***
نادَيْتُ يا وَطـَني فـَزَوَّبَني الهَوى ،
كَمْ شَمْعَةٍ مِثـْلي تـُضيءُ
لِكَيْ يَمُرَّ العائِدونْ !!؟
***
لكنـَّهُ المَنـْفى أثارَ جَوار ِحي
كي يَنـْهَضَ المُتـَدَثـِّرُ المَكـْنونُ
يَوْمَ اعْتـَلى غـُصْنَ الصَّنَوبَر ِفي الجَليلْ ،
فَيَهيمُ مَنْ مِثـْلي ،وَرائِحَة ُالثـَّرى
كأْسُ الثـُّمالـَةِ لِلوَريدْ
هذي جـِراحي في جُنونْ
هذا وَليفي عائِد ٌ ... شَيء ٌ أكيدٌ ،
وَالجـِراحُ على الجـِراح ِ
لِيَنْهَضَ الطـِّفـْلُ النـَّبيّْ
مِنْ بَين ِأشْلاءِ الضَّحايا ضِدَّ كـُلِّ الغاصِبينْ
***
هوَ ذلكَ الحَجَرُ / المُقاوِمُ فاشْهَدوا
أطـْفالَ غـَزَّة َهاشِم ٍ
لـَهَبَ المُحال ِ/ المُسْتَحيلْ
لـَبَّيكَ يا وَطـَنَ العُروبَة ِ ، إنـَّنا
نَبْقى على دَرْب ِالشَّهادَة ِثائِرينْ ،
وَغـَداً سَيأتي طِفـْلـُنا يَحْمي الحِمى
يـَمْحو ظـَلامي ،واخْتِفاءِ الغائِبينْ
وَطـَنَ المَحَبـَّةِ فيكَ نَسْمو لِلعُلا
حتى يَعودَ الغائِبونْ
وَلِكـْتـُب ِالتـَّاريخَ مَجْداً بـِالخـَليلْ
******
***
5/4/2000
أسامة خرما