Admin Admin
عدد المساهمات : 415 تاريخ التسجيل : 08/08/2009 العمر : 53
| موضوع: ُأنجُ عباس فَقدْ هَلكَ سعيد الجمعة نوفمبر 13, 2009 1:50 am | |
| ُأنجُ عباس فَقدْ هَلكَ سعيد توالت التصريحات والتحليلات وردود الأفعال على تصريح أبو مازن عزمه على أن لا يترشح لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقبلة. فهل هذا التصريح خطوة استباقية لكي لايكون لرئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك أي دور في السنة القادمة؟ أم مناورة لتحسين شروط التفاوض مع الآدارة الامريكية والاسرائيلية وتحسين صورته امام الجمهور؟ أم مقدمة لصراع مكشوف في رام لله على رئاسة السلطة ؟ الاحتمال الأول: احتمال ضعيف كوننا تعودنا على التخريجات الفلسطينية والمدعومة امريكيا واسرائيليا وأخرها قبول فلسطيني وعالمي لأبو مازن رغم انتهاء ولايته الدستورية والتعامل معه على انه رئيس السلطة الشرعي. أما الاحتمال الثاني فهواحتمال معقول ولكنه ليس بالقوة ليفسرلنا تصريح ابو مازن هذا. ان حكومة نتنياهو تريد اعادة اطلاق المفاوضات من نقطة الصفر الجديدة وكما هي عادة الحكومات الاسرائيلية وهذا يعني أن كل التنازلات الفلسطينية السابقة هي مقدمة لمفاوضات جديدة تعتمد التنازلات الفلسطينية السابقة كتبرير لمزيد من التراجع. وبناء على ذلك فاننا نرى أن المفاوض الآسرائيلي يقدم "عروضا سخية" للمفاوض الفلسطيني كمشروع موفاز دولة فلسطينية على 60% من أراضي الضفة الغربية وهكذا دواليك. المضحك المبكي أن أبو مازن وطاقمه التفاوضي قد أفاق أمام أولمرت وليفني وبعد خمسة عشر عاما من المفاوضات الى" ضرورة تعريف عام للاراضي المحتلة", وللقارئ أن يتصور جدية وعمق وعلمية مفاوضنا الفلسطيني. أما الادارة الامريكية فقد تعاملت مع رام الله و أو بو مازن باستخفاف غير مسبوق. ان أبو مازن قد تعرض شخصيا لاهانات بالغة من قبل الآدارة أمريكية فقد اجبرته هذه الادارة على أن يجتمع مع نتنياهو بحضور أوباما دون التعهد ولو مؤقتا بتجميد الاستيطان وكذلك أجبرته على تأجيل التصويت على تقرير القاضي غولدستون بدون اي مبرر مما تسبب له بضرر محلي وعالمي بالغ الى حد وصف موقفه هذا بالخيانة الوطنية. كما أن الوزيرة كلينتون قد صفعته و طاقم مفاوضات رام الله عندما امتدحت نتنياهو ووصفت موقفه من المستوطنات" بالموقف اللامسبوق" وهذا يعني عمليا ادانة موقف المفاوض الفلسطيني من تجميد الاستيطان. ورغم كل هذا الصدمات والصفعات فسنرى مستقبلا أن ابو مازن والقيادة الفلسطينية ستقبل من أوباما أو نتنياهو تصريحا علنيا مشجعا وجملا دافئه كي تجعل جولات المفاوضات تعود الى سابق عهدها. أما الاحتمال الثالث وهو وجود صراع شبه مكشوف اقترب من لحظة الحسم ما بين أبو مازن وسلام فياض وطواقمهم. لقد برز في الأونة سلام فياض كمنافس قوي لعباس في الضفة الغربية فلم يكتف بان جمع قرار المال في يدة ودعم خطة دايتون الامنية بل ويجتمع مع قادة أقاليم فتح والتنظيمات الفلسطينية بالضفة الغربية ويقدم لهم الدعم المادي و يقطف الزيتون مع الفلاحين و يرقص الدبكة الشعبية في المناسبات أيضا. كما أن سليم فياض في احدى مقابلاته قد طعن بأسلو وظهر على يسار ابو مازن عندما قال" بأن اعلان الاستقلال في المجلس الوطني عام 1988 هو عبارة عن تنازل مؤلم ويجب عدم تقديم تنازلات جديدة". ولكن الأخطر من كل هذا أن سليم فياض وفريقه قد تجاوز أبو مازن وفريقه فقدم للادارة الأمريكية وبالتالي الاسرائيلية تصورا جديدا للحل والمفاوضات. لآ أحد يعلم تفاصيل هذه الخطة الا أصحابها ولكن بالتأكيد تحتوي على تنازلات كارثية تناسب المرحلة الجديدة. ابو مازن وفريقه يتذكرون الأن تماما كيف قادوا الالتفاف على وفد مدريد وماترتب على ذلك من نتائج كاتفاق اوسلوا وتشكيل قيادة جديدة للشعب الفلسطيني تقود هذا الفهم وتلك المرحلة. وبهذا سيتذوقون ويتجرّعون الأن من نفس الكأس الذي تجّرعه قبلهم. ان الموقف الامريكي الرسمي واضح تماما حسبما قالته الوزيرة كلينتون "'إنني أتطلع إلى الاستمرار في العمل مع محمود عباس في أي موقع من الممكن أن يشغله" وهذا يعني أمرين. الأمر الأول: ان دور أبو مازن وفريقه قد اقترب من نهايته كمسؤول عن شؤون المفاوضات و ادارة الشؤون الحياتيه للفلسطنين وانتقال هذه المسؤولية الى سلام فياض وفريقه. وهذا عمليا يعني انتهاء دور ابو مازن ودور منظمة التحرير في ادارة شؤون الشعب الفلسطيني بعد أن تم الحاق دوائر المنظمة الأساسية كالخارجية والسفارات والصندوق القومي بمؤسسات السلطة الفلسطينية. وبمعنى أخر تقول الادارة الامريكية لأبو مازن وطاقمه " يعطيكم العافية, قمتم بواجبكم وتفضوا واستريحوا, الدور لغيركم من الأن فصاعدا" والأمرالثاني هو دور ترضية وبرتوكولى لأبو مازن كرئيس للمنظمة أو كرئيس لفتح لتوقيع بعض الاتفاقات الخاصة بالوضع النهائي. صائب عريقات لوح بخطورة هذا الوضع بصورة دراماتيكية لدر العواطف عندما قال " بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يواجه مصيرا مشابها لمصير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات". يقول المثل: التاريخ قد يكرر نفسه لكن في المرة الأولى ينتهي بمأساة وفي المرة الثانية ينتهي بمهزلة. مالم يقله عريقات هو أن الادارة الامريكية وبغض النظر عمن يحكم واشنطن عازمة على استكمال مخططها التسووي التفاوضي, فاذا لم يستطع أبو مازن وطاقمه أن يكمل المشوار فهناك من يستطيع ذلك وهو جاهز لذلك. الملاحظ هنا ايضا ان المظاهرات التي خرجت لتأييد أبو مازن كانت كانت أقل بكثير من المتوقع وهذا ما يعكس نفوذ سلام فياض في اللجنة المركزية الجديدة لفتح وفي أجهزة الأمن والسلطة في الضفة الغربية. فهل يقبل أبو مازن وفريقه هذا الدور الثانوي؟ ان الساحة الفلسطينية مقبلة على فهم جديد من التسوية والمفاوضات فمفهوم التسوية السابق كان في سياق الجملة الوطنية والثوابت الوطنية أما مفهوم التسوية القادمة فيقوم على مفهوم التسوية بمضمون اقتصادي ومعاشي يومي وهو مايمكن أن يدغدغ جزاء من الشعب الفلسطيني المحاصر والجائع والمكبل الواقع تحت الاحتلال. الحقيقة المرة هو أن الأدارة الأمريكية نجحت في تطويع قيادات فلسطينية مناسبة في كل فترة من فترات نهج التسوية وهذا ما يذكرنا بسباق التتابع الرياضي فلكل طاقم تفاوضي له مسافة يقطعها وبعدها يستريح. هل عرف الأن أبو مازن وطاقمه لماذا سمحت وشجعت امريكا واسرائيل انعقاد مؤتمر فتح السادس في بيت لحم؟ أمام أبو مازن طريق واحد للنجاة من نهايته الهزلية وهو يعرفه تماما. أنج أبو مازن فقد هلك سعيد. ان الوضع الحالي هو وضع مناسب ومثالي لكل قوى المقاومة لفتح ثغرة في جدار التسوية وهدمها على رؤوس اصحابها ومخطيطيها. فهل هم على قد قياس هذه المرحلة؟.
أميل صرصور أوبسالا, السويد رئيس اتحاد الجمعيات المهاجرة 2009-11-11 | |
|