Admin Admin
عدد المساهمات : 415 تاريخ التسجيل : 08/08/2009 العمر : 53
| موضوع: القدس ومقترح عمرو موسى * سمير حباشنة الخميس مايو 13, 2010 9:38 pm | |
| القدس ومقترح عمرو موسى * سمير حباشنة
ما من شك ان السيد عمرو موسى شخصية عربية محترمة وان طرحه المتعلق بمفوض عربي للقدس انما يأتي بنوايا حسنة. لكن الامور لا تحركها الى الامام النوايا الحسنة ، وان مقترح المفوضية انما يحتاج الى نقاش واستحضار للتاريخ لغايات القياس والاستنتاج.
(1)
في قمة الرباط سنة 1974 صدر القرار العربي الشهير باعتبار ان "م. ت. ف" الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني وبالتالي اخلاء المسؤولية التاريخية والقانونية للاردن عن الضفة الغربية.
وكان الملك الحسين رحمه الله قد قال في هذه القمة مستشرفا الأثر السلبي البالغ المترتب على هذا القرار ، حين اوضح بان الضفة الغربية سوف تتحول بموجب القرار العربي هذا ، من اراضْ محتلة لدولة ذات سيادة عضو في الامم المتحدة وهي المملكة الاردنية الهاشمية الى اراضْ متنازع عليها ، خصوصا وان "م. ت. ف" لم يكن معترفا بها دوليا بعد ، وان هذا القرار يخدم اسرائيل لانتقاء الصفة القانونية عن الضفة الغربية بالقانون الدولي.
وهذا ما حصل ، فقد بدأ الاستيطان ولم يتوقف اثر هذا القرار. وحتى هذا اليوم فان اسرائيل بقوانينها ومواقفها ترفض التعامل مع الضفة الغربية الا بهذه الصفة ، اي اراضْ متنازع عليها.
(2)
اردت من استحضار هذا الحدث التاريخي لمناقشة مقترح السيد عمرو موسى المتعلق بتعيين مفوض للقدس،. فالقدس ومقدساتها الدينية الاسلامية والمسيحية هي في عرف القانون الدولي من مسؤولية الاردن. وتسري عليها قوانين الدولة الاردنية ، فوزارة الاوقاف الاردنية هي التي ترعى المقدسات الاسلامية وكل ما يتعلق بها ، كما ان القانون الاردني هو الذي يسري على الكنيسة العربية الارثوذكسية وباقي الكنائس ، وحتى ان البطريرك او المجلس المقدس او المجلس المختلط لا يعين الا بمصادقة الحكومة الاردنية. وقد اخذ ذلك مداه في القانون الدولي عبر معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية والمصادق عليها دوليا وبرعاية الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن وعلى رأسها امريكا وروسيا.
وبالتالي فان مقترح السيد عمرو موسى بتعيين مفوض من القمة العربية للقدس انما هو اخلاء لمسؤولية الاردن عن القدس ، الى صالح جهة غير معترف بها وهو المفوض المقترح. وان هذا من شأنه اعادة تكرار الخطأ الكبير الذي وقعنا به في قمة ,1974 فيا ليت العرب كانوا استمعوا الى حكمة الملك الحسين ووافقوه بأن تبقى الضفة الغربية كجزء من الاردن.. حتى يتم تحريرها ، ويقرر بعد ذلك الشعب العربي الفلسطيني مصيره على ترابه الوطني ، وبالاختيار الذي يريده.
(3)
وبعد: فان علينا التنبه الى الاخطار المترتبة على هذا القرار حتى لا يصبح مصير القدس في حال نفاذ (مقترح عمرو موسى) في مهب الريح. وبدلا من ذلك فان على العرب ان يفكروا عبر تفعيل دور الاردن في القدس بكيفية الحفاظ على عروبة مدينتنا الأغلى عبر دعم الاردن ومشاريعه بهذا الصدد. واعتقد ان علينا كقوى مجتمع مدني اردني ان نبادئ الى ما من شأنه ترجمة الرغبات والنوايا الطيبة حقائق مادية: قالقدس تصرخ بالقول: (وا عروبتاه). الدستور تعليقات القراء 1 هذا الموقف صحيح ، لكن تصريحكم قبل أسابيع كارثة ، محمد شريف الجيوسي 13/05/2010 50:54:12 PM
ما طرحته معاليكم في هذا الموضوع عين الصواب تماماً . وما قلتموه أمس في ندوة ( السودان شؤون وشجون ) في منتدى الفكر العربي أيضاً صحيح . ماحدث في غير محطة تاريخية منذ سنة 1970 مروراً بـ 1974 وغيرها حتى فك الارتباط كانت متوالية من الأخطاء ـ تكاد تستكمل الآن بذريعة الوطن البديل ، الذي ونحن نزمع محاربته نكرسه ، من خلال شق ( عرب الأردن ) إلى عربين وربما إلى أعارب ، لنتحد في مواجهة الخطر الحقيقي المتمثل في معاهدة وادي عربة وذيولها ، والمتضمن في جانب منها التوطين ، والتي تحت مظلتها تسرق مياهنا وتلوث وتحرق مزروعاتنا وتعيث حتى خنازيهم في بساتيننا وتخيف مواطنينا ، ويعملون على تدمير زراعتنا وبالتالي على تفريغ الأرض كل ذلك شرقي النهر .. قد أفهم وقوف معاليكم مع الموافقة على المعاهدة وقتها فقد كانت هناك ضبابية وعدم وضوح ومراهنات على ما قيل أنه حسنات السلام . وفي اعتقادي أنه ينبغي أن تنصب الجهود المخلصة وانت منها أو آمل أن تكون منها ، لأجل تعزيز الديمقراطية ، لأنه بها ليس فقط تكون حريات ووحدة أقوى ، ولكن لأنه بالديمقراطية تكون الناس مستعدة لتحمل الضيق المادي . لا خوف من غرب الأردنيين من ان يهيمنوا فالصورة أصبحت مختلفة لديهم منذ أواخر الثمانينات ، ولنعد كما كان الحال قبل 1967 عندما فاز ابن الكرك يعقوب زيادين ذاك الفارس عن القدس ( الله يذكره بالخير ).. لنعالج مواطن الخلل الحقيقي بشجاعة وصدق ، لا مظاهره الخارجية ، لنتجنب معالجة الأخطاء بأخطاء أخرى ومنها طرحك السابق ( اعتبار غرب الأردنيين مجرد جالية ) انظر إذا حدث ذلك كم سيجر ذلك من مشكلات اجتماعية ، على الأقل ، يذكر بما حدث للعراقيين عندما طرحت الأمور على نحو مذهبي مقيب وكم من آلاف البيوت والأسر فكت روابطها . جنب الله هذا الشعب الأردني والأمة العربية كل مكروه ، والسلام ودمت
| |
|