عيد الحبس

موضوع: عيد الحبس الأحد فبراير 14, 2010 12:10 pm

عيد الحبس

ومن دواعي الأسف والحزن وخيبة الأمل أن نصبح أمة مقلدة .. لا بل أمة مجددة (للتقليد) .. ففي الوقت الذي يسعى العالم كله نحو التغيير والتقدم .. نشغل أنفسنا نحن بأعياد الحب وما شابه .
مسكين هذا المواطن العربي ...يستدعي حاله الشفقة والعويل ...لكنها ربما نتيجة أمراض نفسية يعاني منها المواطن البسيط الذي يحاول أن يهرب من واقعه المؤلم الذي يعتريه الظلم في كل جوانبه من سلطوة الأنظنة القمعية التي أرهقته بسياساتها المتردية
حتى أصبح من أهم وجبات المواطن العربي التي يقرأها ضمن وجباته الأخبارية الصباحية هي اعتقال مواطن.. أو تعذيبه أو قتله
وبالأمس اندهشت كثيرا عندما قرأت خبر الحكم بالسجن على الداعية السوري الشيخ عبد الرحمن الكوكي على خلفية مشاركته في برنامج (الاتجاه المعاكس) على شاشة الجزيرة أمام الصحفي عبد الرحيم علي العلماني الذي ينتهج سياسة الحرب على كل ما هو اسلامي باسلوبه المستفز وبصوته (المزعج) الذي يفتقد إلى أبسط قواعد وآداب الحوار الاعلامي...
فكيقف يحكم على داعية بالسجن بسبب مشاركته في برنامج؟
وفي مصر(المحبوسة) يعتقل رموز الاخوان المسلمين بتهم مستهلكة وبالية .. بسبب تحقيقات مفبركة يقوم بها ضباط أمن الدولة في أوقات فراغهم ... ويتم توجيه تهما سازجة لهم بالتدريب على السلاح في معسكرات والتحضير لهجمات
ولا أدري كيف تكذب الأجهزة وتصدق أنفسها ... ولماذا لم يكشف لنا الضابط (السوبر مان) الذي أجرى تحرياته.. لماذا لم يكشف عن أماكن معسكرات التدريب وأسماء المدربين والمشرفين على هذه المعسكرات ؟
تهم تستدعي للضحك الهستيري وتخال نفسك وأنت تقرأها أنك تعيش في كوكب زحل !!
وهناك .. خلف الشمس يقبع المجاهد الكبير مجدي حسين على تهمة ظاهرة بسبب زيارته لغزة ... وعلى تهم خفية هي خوف النظام من الاسلاميين الذين علت نجومهم وذاع صيتهم وكسبوا ثقة الشارع والمواطن مما يهدد كراسيهم التي عشقوها ولا يتخيلون يوما مفارقتها بحال من الأحوال
في حين أن المفسدين مستمرون في فسادهم بعد أن تغاضى عنهم النظام ... فترى وزير المالية بطرس غالي ووفق ما تم نشره في برنامج (العاشرة مساءا) قد تم صرف أكثر من مليون جنيه بحجة العلاج على نفقة الدولة بخلاف التنقلات ومصاريف الفنادق فايف ستارز .. والجدير بالذكر أن كثيرا من هذه الاوراق يرجع تواريخها إلى أواخر السنة الميلادية مما يقوي الرأي القائل بأنها بغرض الاحتفال بأعياد الميلاد ... في الوقت الذي تحاصر الدولة المواطن البسيط بغلاء الاسعار ، وبالضرائب ، وفي الوقت الذي يموت البسطاء في معركة الحصول على انابيب الغاز
ولا عجب أن يقتل المواطن البسيط فثمنه لا يساوي في حسابات النظام سوى كفنه الأبيض
ثم يخرج علينا المسؤلون في وزارة التضامن ليؤكدوا أن مشكلة الغاز ستحل خلال اسبوع .. لعلمهم التام أنهم لن يحاسبوا على وقوع المشكلة ابتداءا
ومن أغرب تصريحات الوزير مصيلحي أنه أرجع سبب مشكلة انابيب الغاز إلى الشتاء الذي يزيد فيه استخدام المصريين (لشوربة العدس ) ولا أدري ما علاقة شوربة العدس بأزمة الغاز؟!
وفي ظل كل هذه الأزمات والمصائب التي يمر بها هذا المواطن المسكين تجد جل وسائل الإعلام السطحية تناقش (عيد الحب) وألوان الموضة للملابس .. وألوان الورود لهذا العام ... ورسائل الحب ... والترويج لأغاني الهيام والعشق لمن يريد أن يحتفل مع محبوبته بالعيد (المجيد) وكيفية مشاركة محبوبه أوقاتا جميلة
ولا أدري أي عيد يقصدون ؟! في ظل هذا المستوى الاجتماعي المتردي للمواطن في ظل حكومة نظيف التي لم تترك شيئا إلا وعكرته .. ولم تعرف بابا من أبواب سعادة المصريين إلا وأغلقته لتشغل الناس طيلة أيامهم بلقمة العيش
في حين يجهز رئيس الوزراء (العريس) ليوم زفافه الوشيك الذي تأهبت له كل أجهزة الوزارة من يوم أن تم الإعلان عن الزواج الميمون
فليفرح نظيف .. وليفرح على مصيلحي .. وليفرح كل وزراء الحكومة الذكية بعيد الحب ... أما المواطن البسيط المظلوم فليحتفل كل صباح بعيده المتكرر ... عيد الحبس !!
............ .......

فتحي حماد